من قلب الإمارات إلى القطب الشمالي .. إكبا، أول مركز بحثي دولي من الإمارات ومنطقة الخليج العربي يودع بذوره في القبو العالمي للبذور في سفالبارد

 من قلب الإمارات إلى القطب الشمالي .. إكبا، أول مركز بحثي دولي من الإمارات ومنطقة الخليج العربي يودع بذوره في القبو العالمي للبذور في سفالبارد

محطة تاريخية في حفظ الإرث الزراعي للإمارات وتعزيز مرونة المحاصيل عالميًا .

دبي، الإمارات العربية المتحدة – 8 مارس 2025

في رحلة غير مسبوقة عبر القارات والزمان، وصلت بذور إماراتية، جُمعت وخضعت للدراسة والبحث في المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا)، إلى القطب الشمالي، حيث يتم الآن حفظها في أكثر “كبسولة زمنية زراعية” أمانًا في العالم—القبو العالمي للبذور في سفالبارد. يمثل هذا الإيداع إنجازًا تاريخيًا هو الأول من نوعه من منطقة الخليج العربي، في خطوة محورية لحماية مستقبل الزراعة وضمان استدامة المحاصيل المقاومة للمناخ للأجيال القادمة.

لأول مرة، يتم حفظ بذور مستخلصة من الأبحاث الزراعية الرائدة في الإمارات داخل التربة الصقيعية لأرخبيل سفالبارد في النرويج. يشمل هذا الإيداع 315 عينة وراثية تنتمي إلى 110 أنواع نباتية، بما في ذلك شجرة الغاف، الشجرة الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة، تم اختيارها بعناية لقدرتها الاستثنائية على تحمل الجفاف والحرارة والملوحة—وهي سمات أساسية للزراعة في البيئات القاسية. هذه البذور، التي تنتمي إلى 24 جنسًا و61 نوعًا نباتيًا، تعد ثمرةً لجهود إكبا البحثية المكثفة في الحفظ الوراثي، وهي الآن جزء من أهم الموارد الوراثية النباتية على مستوى العالم.

وأكّدت الدّكتورة طريفة الزعابي، المدير العام لإكبا، الأهمية الاستراتيجية والعلمية لهذا الإيداع، قائلة: “من قلب الإمارات إلى بيئة متجمدة طبيعية في القطب الشمالي، انطلقت بذور إكبا الإماراتية في رحلة عبر الزمن، لتضمن للأجيال القادمة الوصول إلى الموارد الوراثية اللازمة لدعم الإنتاج الزراعي في عالم متغير. هذه البذور تمثل عقودًا من الأبحاث في مجالات تربية النباتات، والتكنولوجيا الحيوية، والتكيف البيئي. وقد تم اختيار العديد منها بعناية لقدرتها الفائقة على الازدهار في البيئات القاسية، مما يجعلها عنصرًا حيويًا في تعزيز الأمن الغذائي العالمي. إن حفظ هذه البذور في القبو العالمي للبذور في سفالبارد هو خطوة جوهرية نحو تأمين الإرث الزراعي العالمي ودعم الابتكار الزراعي وتعزيز المرونة لمواجهة تحديات المستقبل.”

رحلة عبر الزمن: بذور إماراتية في كبسولة الزمن الزراعية العالمية

يعد القبو العالمي للبذور في سفالبارد الحصن الأخير للحفاظ على التنوع البيولوجي الزراعي. يقع على بعد 1,300 كيلومتر من القطب الشمالي، وقد تمّ تصميمه لحماية البذور من النزاعات والكوارث الطبيعية والتغير المناخي والأزمات العالمية غير المتوقعة. مع وجود أكثر من 1.3 مليون عينة بذور من 6,200 نوع نباتي، يعد القبو بمثابة آخر ملاذ عالمي لحفظ تنوع المحاصيل.

يحمل إيداع إكبا في القبو الهوية الزراعية لدولة الإمارات وخارجها—حيث يمثل مخططًا وراثيًا للأمن الغذائي المستقبلي. فمن رمال شبه الجزيرة العربية إلى الغرف المجمدة في سفالبارد، ترمز هذه البذور إلى القدرة على التكيف والبقاء والصمود، معبرةً عن رؤية الإمارات لمستقبل مستدام وآمن غذائيًا.

على مدى أكثر من عقدين، لعب إكبا دورًا محوريًا في توجيه الجهود البحثية العالمية نحو حلول زراعية مستدامة في تطوير حلول زراعية مبتكرة، مع التركيز على المحاصيل التي تزدهر في البيئات الجافة والمالحة. ويضم بنك الجينات في إكبا أكثر من 17,000 عينة وراثية من 325 نوعًا نباتيًا، مما يجعله أحد أهم بنوك الجينات العالمية للمحاصيل المقاومة للجفاف والحرارة والملوحة.

حماية المستقبل: التزام عالمي متجذر في رؤية الإمارات

مع تزايد التهديدات التي تواجه الأنظمة الغذائية العالمية نتيجة لتغير المناخ، والتصحر، وندرة الموارد المائية، يعزز إيداع إكبا في القبو العالمي للبذور التزام دولة الإمارات بالاستدامة والابتكار والتعاون الدولي. يضمن هذا الإيداع أن يتمكن العلماء والمزارعون وصناع السياسات مستقبلاً من الوصول إلى هذه البذور التي تشكل مفتاح تعزيز قدرة المحاصيل على التكيف مع التغيرات البيئية.

من بيئات الإمارات الصحراوية إلى القبو الجليدي في سفالبارد، تم حفظ بذور إكبا كعهد لضمان مستقبل زراعي مستدام وآمن غذائيًا للأجيال القادمة.

user